بلاتر وبلاتيني- براءة أم إدانة في قضية الاحتيال؟

المؤلف: موتينس: رويترز10.02.2025
بلاتر وبلاتيني- براءة أم إدانة في قضية الاحتيال؟

أكد السويسري سيب بلاتر، الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لدى مثوله أمام محكمة سويسرية اليوم الاثنين برفقة أسطورة كرة القدم الفرنسية ميشيل بلاتيني، براءته التامة من تهمة الاحتيال الموجهة إليه، وذلك بعد مرور سنتين ونصف على تبرئتهما في القضية ذاتها.


وكانت المحكمة السويسرية الابتدائية قد برأت ساحة الرجلين، اللذين تصدرا المشهد الكروي العالمي لسنوات طويلة، في عام 2022، وذلك عقب تحقيق مضني استمر قرابة سبع سنوات، وتناول قضية مدفوعات مالية بقيمة مليوني فرنك سويسري (أي ما يعادل 2.22 مليون دولار أمريكي) تم تحويلها إلى بلاتيني.


إلا أن الادعاء العام الاتحادي السويسري لم يقتنع بهذا الحكم، فاستأنف ضده، الأمر الذي استدعى عقد جلسة استماع جديدة في غرفة الاستئناف الاستثنائية التابعة للمحكمة الجنائية السويسرية في موتينس، بالقرب من مدينة بازل السويسرية.


وطالب الادعاء بإلغاء الحكم الصادر ضدهما بشكل قاطع ونهائي.


وصرح بلاتر أمام المحكمة اليوم بأنه بريء تماما من تهمة الاحتيال المنسوبة إليه، وأردف قائلاً: "عندما تتحدثون عن الكذب والخداع، فهذا لا يمثلني إطلاقاً، ولم يكن هذا موجوداً في قاموسي طوال حياتي، لقد تربينا على مبادئ راسخة في عائلتنا – وهي أننا لا نحصل إلا على الأموال التي نكسبها بأنفسنا، وأؤكد لكم أنني بريء".


وتضمنت لائحة الاتهام الموجهة إلى كل من بلاتر وبلاتيني في عام 2022 اتهامهما بخداع موظفي "فيفا" في عامي 2010 و2011 بشأن التزام الاتحاد بدفع مستحقات مالية للفرنسي بلاتيني، الذي كان يشغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) آنذاك.


وجاء في لائحة الاتهام أيضاً: "لقد زعما زوراً وبهتاناً أن "فيفا" مدين لبلاتيني، أو أن بلاتيني يستحق مبلغ مليوني فرنك سويسري مقابل قيامه بمهام استشارية، وقد تحقق هذا الخداع من خلال تكرار ادعاءات كاذبة من قبل الطرفين المتهمين".


وتسببت هذه القضية برمتها في تقويض آمال بلاتيني في خلافة بلاتر في رئاسة "فيفا"، بعد أن استقال الأخير من منصبه في عام 2015 على خلفية فضيحة فساد منفصلة.


وكان "فيفا" قد أوقف بلاتر وبلاتيني عن ممارسة أي أنشطة متعلقة بكرة القدم في عام 2015 بسبب انتهاكهما لميثاق أخلاقيات المنظمة الدولية، وذلك في البداية لمدة ثماني سنوات، قبل أن يتم تقليص مدة إيقافهما لاحقاً.


وجرت تبرئة الرجلين في قضية عام 2022، بعد أن اقتنع القاضي بأن روايتهما بشأن "اتفاقهما غير المكتوب" المتعلق بالمدفوعات كانت جديرة بالتصديق. كما أشار القاضي أيضاً إلى وجود شكوك جوهرية حول مزاعم الادعاء بأن المدفوعات كانت احتيالية.


ويطالب المدعي العام الاتحادي السويسري بإنزال عقوبة السجن لمدة 20 شهراً مع إيقاف التنفيذ لمدة عامين بحق كل من بلاتر وبلاتيني، القائد والمدرب السابق للمنتخب الفرنسي.


وقال بلاتر (البالغ من العمر 88 عاماً)، والذي بدا عليه الإرهاق والوهن، والذي ترأس "فيفا" لمدة 17 عاماً متواصلة حتى عام 2015، قبيل بدء جلسة الاستماع إنه شعر بأنه كان هدفاً لحملة ظالمة وشعواء، مصرحاً للصحافيين خارج المحكمة في ختام جلسة اليوم الأول: "لم نرتكب أي خطأ، لم نفعل شيئاً يستوجب المساءلة".


كما صرح محامي بلاتيني (البالغ من العمر 69 عاماً)، والذي يعتبر أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم الأوروبية، بأنه واثق تمام الثقة من تبرئة موكله.


وقال دومينيك نيلين، محامي بلاتيني: "لقد كانت المحكمة الابتدائية على صواب تام عندما اعتبرت المدفوعات المتنازع عليها والبالغة مليوني فرنك سويسري قانونية ومشروعة".


وصرح بلاتيني للصحافيين خارج المحكمة قائلاً: "لا يوجد أي فساد أو احتيال أو أي شيء من هذا القبيل على الإطلاق".


ومن المتوقع أن يصدر الحكم النهائي في هذه القضية في الخامس والعشرين من شهر مارس القادم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة